اخبار لايف

من تاتشر لهاريس..ربطة العنق رمز أنثوي «غير قابل» للتفاوض في السياسة


“لا تفقدين صفاتك الأنثوية لمجرد أنك رئيسة وزراء”.. كانت تلك نصيحة مارغريت تاتشر للمذيعة البريطانية ميريام ستوبارد عام 1985.

فأول رئيسة وزراء في المملكة المتحدة والملقبة بـ”المرأة الحديدية” أدركت أن السياسة عبارة عن رقصة حذرة بين القوة الناعمة والصلبة، وأن الملابس كانت أدوات يمكن أن تخفف (حتى ولو بصريا) الجوانب الأكثر خشونة لولاية مدتها 11 عاما تحددها الصراعات مع النقابات العمالية وصراعات القوة المحلية.

ومن تاتشر إلى نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، تساءلت “سي إن إن” عن البلوزة ذات ربطة القوس، وكيف أصبحت من العناصر السياسية الأساسية للمرشحة الديمقراطية لرئاسة الولايات المتحدة وغيرها من النساء القويات.

ورغم أن هذه الموضة تعود للقرن العشرين، فإن فكرة ربط الأقواس بالبلوزات أقدم بكثير. وفي بعض الأحيان يطلق عليها اسم “ربطة عنق لافاليير”، نسبة إلى الدوقة لويز دي لا فاليير.

وتقول الروايات إن فاليير كانت مفتونة بربطة عنق الملك لويس الرابع عشر، إلى الحد الذي جعلها تصنع واحدة بنفسها من شريط.

ولم يكن بوسع الدوقة أن تتخيل قط أنه بعد ثلاثة قرون، سوف يستخدم جيل من النساء تجربتها في مجال الأزياء بطرق لا حصر لها لنقل رسائل مهمة، وأحياناً دقيقة.

هاريس وتاتشر

قوة ربطة العنق

بالنسبة لهاريس، أصبحت ربطة العنق مفضلة لديها حيث ارتدتها طوال حملتها الرئاسية، بدءا من المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس/آب الماضي، إلى مناظرتها الرئاسية المتلفزة مع دونالد ترامب وجلستها مع أوبرا وينفري في سبتمبر/أيلول، ومؤخرا، ارتدت واحدة خلال مقابلتها في برنامج “60 دقيقة” 

وبينما أصبحت ربطة العنق بسرعة بمثابة زي موحد لهاريس، إلا أنها تأسست لأول مرة في منتصف القرن كعنصر أساسي في خزانة ملابس موجة جديدة من النساء العاملات. وفق تقرير طالعته “العين الإخبارية” في شبكة ” سي إن إن”.

وفي الفترة ما بين 1950 و1970، ارتفعت نسبة النساء  المشاركات في قوة العمل في الولايات المتحدة من 25% إلى 46%.

وكان السؤال حول ما ينبغي لهن ارتداؤه في ذلك الوقت، مصدر قلق حقيقي، وبالنسبة لبعضهن، كان بمثابة فجوة في السوق.

هاريس وتاتشر

في كتابه الشهير “ملابس النساء للنجاح”، الذي نُشر عام 1977، أوصى المؤلف جون مالوي بارتداء البلوزات ذات ربطة العنق كزي غير قابل للتفاوض لكل امرأة طموحة.

وقال إنه ينبغي ارتداؤها مع بدلات التنورة، لأن البنطلونات غير مناسبة للعمل في المكتب.

واتفقت مجموعة من النساء العاملات حديثا في السبعينيات والثمانينيات على هذا الرأي، وعزز انتشار البلوزات ذات ربطة العنق في المكاتب من مكانتها كرمز للنسوية في الموجة الثانية من الشركات.

الأنوثة في عالم الرجل

تقول ميغ ويتمان، إحدى أوائل المديرات التنفيذيات في شركة بروكتور آند جامبل، في الفيلم الوثائقي الذي بثته شبكة “بي بي إس” عام 2013 بعنوان “صناع: نساء يصنعن أمريكا”: “اعتدنا ارتداء البدلات مع تنورة وسترة، وقميص بأزرار وربطة عنق صغيرة على شكل فيونكة”.

مضيفة: “كان هذا تفسيرنا لربطة عنق الرجل… كانت محاولتنا أن نكون أنثويين ولكن نلائم عالم الذكور”.

وحتى اليوم، بعد عقود من تحسين حقوق النوع الاجتماعي في مكان العمل، لا تزال ربطة العنق على شكل فيونكة عنصرا أساسيا آمنا في خزانة الملابس للنساء ذوات النفوذ.

وتقول نينا ماكليمور التي صممت ملابس سياسيات من هيلاري كلينتون وإليزابيث وارن إلى النائبة الديمقراطية ماكسين ووترز وقاضية المحكمة العليا إيلينا كاجان: “إذا كنت “ذكوريا أكثر من اللازم، فسوف يُنظر إليك باعتبارك تهديدا”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى