اخبار لايف

حماس بين تياري مشعل والحية.. توافقات يفرضها الزمن الصعب


تبحث حركة حماس بعد مقتل زعيمها يحيى السنوار عن قيادة جديدة بين قطبين برؤى متباينة، لكن صعوبة اللحظة قد تدفعهما إلى البحث عن مسار التوافق.

واستنفر مرشد إيران علي خامنئي، ورئيسها مسعود بزشكيان، لتأكيد مواصلة طهران دعم حركة حماس، في أعقاب مقتل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.

ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”، اليوم السبت، رسالتي نعي من خامنئي وبزشكيان للسنوار، الذي قُتل في مطاردة بالمصادفة نفذتها قوات إسرائيلية في حي تل السلطان في رفح جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء الماضي، وهو النبأ الذي أُعلن الخميس ليخلط الأوراق داخل حماس، وربما يضع الحرب في المنطقة أمام مرحلة جديدة.

وحرص خامنئي خصوصا، في رسالته، على تأكيد مواصلة دعم إيران لحماس، فيما بدا أنه محاولة لدفع وتمكين التيار الموالي لإيران داخل الحركة.

وقال الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، في حديث لـ”العين الإخبارية” “على الرغم من أن حماس تسعى دائما لتصوير نفسها على أنها حركة ربانية وترفض الحديث عن صراعات أو خلافات داخلها، لكن في الحقيقة هي حركة سياسية تشهد خلافات وصراعات كأي تكوين سياسي”.

وأوضح غطاس أن هناك جناحين داخل الحركة الآن، الأول موال لجماعة “الإخوان”، ويُفضل الوقوف على مسافة من طهران، وهو جناح يقوده خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في الخارج، ويضم نائب رئيس الحركة موسى أبومرزوق، والثاني تيار قريب من إيران ويرى مصلحة الحركة في الاصطفاف معها والانخراط في المحور الذي تقوده، وهذا التيار يقوده بالأساس القياديان في الحركة خليل الحية ومحمود الزهار، لكن الأخير اختفى وليس معروفا مصيره ولا مكانه.

ولاحظ غطاس أنه خلافا لرئيس المكتب السياسي السابق إسماعيل هنية، الذي نعاه الحية ومشعل، فإن السنوار نعاه الحية فقط، ولم يُعلق على رحيله لا مشعل ولا أبومرزوق.

وأوضح أن التيارين سيظلان متعايشين، أحدهما يتقدم ويطغى على الآخر في ظرف معين، ثم يتراجع لحساب الطرف الآخر، لافتا إلى أن الحركة لديها مصالح اقتصادية وامتدادات وأعضاء كثر، لذا سيظل التياران تجمعهما المصالح المشتركة.

وخليل الحية كان نائبا للسنوار في قيادة قطاع غزة، ومقربا منه، وهو وضع شروطا لعودة الأسرى الإسرائيليين في خطابه لنعي السنوار، ليبدو كأنه يضع الخطوط العريضة في هذا الملف.

أما مشعل، الذي احتفظ لسنوات بمنصب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فتوارى لسنوات قبل أن يعود إلى الواجهة مجددا في الشهور الأخيرة.

وأشار غطاس إلى أن ظهور مشعل تزامن مع خسائر محور إيران في الحرب الحالية، لافتا إلى أنه بعد اغتيال (إسماعيل) هنية (رئيس المكتب السياسي للحركة) كان هذا المحور قويا، ولحسن نصر الله (زعيم) حزب الله تأثير بارز في هذه المعادلة، وبعدما حل بالحزب اللبناني ومواصلة الضربات لهذا التحالف، بات تيار إيران داخل حماس ضعيفا إلى حد كبير، فعاد مشعل لتصدر المشهد، في انعكاس لصعود “تيار الإخوان” داخلها، خصوصا أنه سعى في خطابه الأخير إلى التطرف في مواقفه.

وأوضح غطاس أن ضعف “محور المقاومة” سيصب في صالح “تيار الإخوان داخل حماس”، واختيار رئيس المكتب السياسي في المرحلة المقبلة سيُظهر إلى حد كبير أيهما حسم تلك المنافسة.

وبخصوص المجلس العسكري لكتائب القسام قال غطاس عن المجلس الذي كان يضم 14 شخصا، لم يعد أحد حيا منهم على الأرجح، إلا محمد السنوار قائد خان يونس، وعز الدين حداد قائد الشمال، والقيادة في الغالب في يد السنوار.

وأوضح أن المكتب السياسي للحركة داخل غزة كان يضم 18 عضوا أغلبهم قُتل وآخرون فروا، والوضع الآن لا يسمح بإعادة تشكيله بسبب صعوبة استطلاع آراء مجلس الشورى، ومن ثم يتعذر الآن إعادة بناء هذا الهيكل، ومن الأرجح أن تتولى القيادات في الخارج تيسير الأمر عبر التوافق بلا انتخابات، لاختيار قائم بأعمال رئيس المكتب السياسي، إلى حين ما تسمح الظروف بإجراء الانتخابات.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى