كيم «يهدي» بوتين نخبة جنوده.. تعرف إلى «فيلق العاصفة»
كوريا الشمالية ترسل إلى روسيا قواتها الخاصة الأفضل تدريبا وسط تكهنات باحتمال مواجهتها تحديات في ظل تكنولوجيا الحرب الحديثة.
وفي خطة غير مسبوقة، دفعت بيونغ يانغ بجنودها للقتال في منطقة بعيدة عن شبه الجزيرة الكورية.
وأرسلت ما يصل إلى 10 آلاف جندي كوري شمالي إلى روسيا بهدف تدريبهم، وانتشر بعضهم في أوكرانيا بالفعل، وفقا لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
ويبدو أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أرسل بعضًا من أفضل جنوده لمساعدة جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب، بما في ذلك وحدة النخبة “فيلق العاصفة” التي كانت تتدرب منذ فترة طويلة للتسلل إلى الجنوب، وفقًا لمسؤولي الاستخبارات في كوريا الجنوبية.
وحذر مسؤولون أمريكيون ومن حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن إرسال القوات الكورية يشكل “توسعًا خطيرًا” للحرب في أوكرانيا و”قضية خطيرة للغاية” يمكن أن يكون لها صدى في كل من أوروبا والمحيط الهادئ.
ويعد نشر القوات الكورية الشمالية أحدث علامة على عمق التعاون العسكري بين بيونغ يانغ وموسكو.
الجيش الشعبي
تأسس الجيش الشعبي الكوري في عام 1948 بدعم من الاتحاد السوفياتي آنذاك، لدعم مؤسس الدولة الجديدة، كيم إيل سونغ، بينما كان يدافع عن نظامه الناشئ ويسعى إلى الهيمنة على شبه الجزيرة الكورية بالقوة.
وعلى مدار العقود التالية، تطور الجيش الكوري ليصبح أحد أكبر الجيوش في العالم بحوالي 1.2 مليون جندي، بما في ذلك وحدات للعمليات الخاصة إضافة إلى قوة نووية طموحة.
ويقول الخبراء والمنشقون إن معظم الجنود الكوريين الشماليين يعانون من سوء التغذية وسوء التجهيز وهو ما ينعكس في الحد الأدنى من متطلبات الطول والوزن للمجندين العسكريين.
ويجب أن يكون طول الجنود 4 أقدام و10 بوصات (148 سم) على الأقل ووزنهم 95 رطلاً (43 كيلوغرامًا) ليكونوا مؤهلين للخدمة، وفقًا لبحث أجرته كوريا الجنوبية.
وعادة ما يبدأ الرجال خدمتهم في الجيش في سن 17 عامًا، وتستمر الخدمة لفترة تتراوح من 8 إلى 10 سنوات كما تخدم بعض النساء أيضًا في الجيش لمدة 5 سنوات، ولا يتم إعفاء إلا أفراد الأكثر نخبوية والأشخاص الذين يُنظر إليهم باعتبارهم معادين للنظام مثل عائلات الفارين للجنوب.
وفي ظل انعدام الأمن الغذائي المزمن، غالبا ما يتم إرسال الجنود لزراعة أو حصاد المحاصيل بدلا من المشاركة في العمليات العسكرية.
“فيلق العاصفة”
الأسبوع الماضي، قالت وكالة التجسس في كوريا الجنوبية إن الجنود الذين تم إرسالهم إلى روسيا كانوا من قوات العمليات الخاصة، بما في ذلك من فيلق الجيش الحادي عشر النخبوي والذي يُطلق عليه “فيلق العاصفة”.
ويتم تدريب وحدات العمليات الخاصة في كوريا الشمالية بأفضل المعدات، بما في ذلك المتفجرات والعوامل الكيميائية والبيولوجية والمظلات والطائرات.
إلا أنها تعد معدات بدائية مقارنة بوحدات القوات الخاصة في البلدان الأخرى، وفقًا لتقرير وكالة استخبارات الدفاع لعام 2021 حول القوة العسكرية لكوريا الشمالية.
وأوضح التقرير أن وحدات القوات الخاصة المختلفة تضم أكثر من 200 ألف فرد يتمتعون بتدريب عال لمهاجمة كوريا الجنوبية أو الدفاع ضد الهجمات الأجنبية.
وتضم القوات الخاصة وحدات من البحرية والجيش والقوات الجوية وتعمل في وحدات متخصصة، تشمل فرق الاستطلاع والقناصة والكوماندوز، ويتم تدريبهم على مهارات متخصصة، مثل اختطاف أفراد رئيسيين وشن هجمات مفاجئة على العدو.
وتحظى القوات الخاصة بتقدير كبير ويتم الترويج لها في وسائل الإعلام الرسمية على أنها أقوى الجنود، وأحيانًا يظهر أفرادها بدون قمصان لإظهار أجسادهم العضلية.
ومع ذلك، فقد يواجه هؤلاء الجنود صعوبات في التكيف مع الحرب الحديثة وفقا لما ذكره هيونسيونغ لي، وهو هارب من كوريا الشمالية سبق وتدرب مع “فيلق العاصفة” لمدة ستة أشهر أثناء خدمته في الجيش.
وقال لي: “إذا تم نشرهم في ساحة معركة الحرب، فسيستخدم الأوكرانيون التقنيات المتقدمة والمسيرات والصواريخ.. لن تكون لديهم هذه الخبرة من قبل”.
وأوضح أن نشرهم في روسيا يعتبر “المرة الأولى التي يواجهون فيها المعركة والعالم الخارجي”.
العدد
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الإثنين الماضي إن ما يصل إلى 10 آلاف جندي كوري شمالي تم إرسالهم إلى شرق روسيا للتدريب العسكري.
في حين أعطى المسؤولون الأوكرانيون والكوريون الجنوبيون تقديرات أعلى تتراوح بين 12 ألفًا و19 ألف جندي.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إن الجنود الكوريين الشماليين تم نشرهم في كورسك الحدودية حيث شنت القوات الأوكرانية توغلا مفاجئا الصيف الماضي.
وأشار كيم يول سو، الخبير الأمني البارز في المعهد الكوري للشؤون العسكرية في سول، إلى إمكانية إرسال جنود آخرين إلى روسيا مثل وحدات الهندسة والاحتياطيات والوحدات التي تساعد في الخدمات اللوجستية ودعم الذخيرة والنقل.
وقال مسؤول سابق في الكرملين إن نشر جنود كوريا الشمالية في كورسك كان “عملاً انتقامياً بعد ما اعتبره الكرملين تصعيداً هناك” إضافة إلى سماح الغرب لأوكرانيا ببعض الضربات داخل روسيا.
وأشار إلى أن “هذه خطوة أخرى على مقياس التصعيد” وخيار “أرخص وأبسط سياسياً” بالنسبة للكرملين.
وقالت وكالة التجسس في كوريا الجنوبية إنه من المتوقع أن تدفع روسيا لكل جندي كوري شمالي حوالي 2000 دولار شهرياً، وهو مبلغ هائل وفقاً للمعايير الكورية الشمالية لكنه يقل عن أدنى راتب شهري لجندي روسي والذي يصل إلى 2500 دولار.
العلاقات العسكرية
عزز كيم وبوتين شراكتهما ضد النظام العالمي الذي يقوده الغرب منذ حرب أوكرانيا، وتعهد الزعيم الكوري الشمالي بتقديم الدعم “الكامل” لموسكو التي لجأت أولاً إلى بيونغ يانغ للحصول على الأسلحة وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأوكرانيين وكوريين جنوبيين.
والآن، يرسل كيم مواطنيه للقتال في خطوة غير عادية بالنسبة لدولة نادراً ما تورطت في حروب خارجية.
وبشكل غير مباشر، اعترفت روسيا وكوريا الشمالية بوجود القوات، حيث قال نائب وزير خارجية كوريا الشمالية الأسبوع الماضي إنه إذا كانت “الشائعة” صحيحة، “فسيكون ذلك عملاً يتوافق مع لوائح القانون الدولي”.
واستشهد بوتين بمعاهدة الدفاع بين روسيا وكوريا الشمالية الموقعة في يونيو/حزيران الماضي، والتي صادق عليها البرلمان الروسي الأسبوع الماضي وتنص على أنه إذا تعرضت دولة واحدة لـ “غزو مسلح”، فإن الدولة الأخرى يجب أن تستجيب.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز